يشير مصطلح سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition) إلى الاستهلاك غير الكافي، أو الزائدٍ أو غير المتوازنٍ من المواد أو المكونات الغذائية.[1][2] والتي تسفر عن ظهور بعضاً من اضطرابات التغذية المختلفة (بالإنجليزية: nutrition disorders)، اعتماداً على أيٍ من تلك المكونات الغذائية هو من يمثل عنصر الزيادة أو النقصان في الوجبة الغذائية.
حيث استشهدت منظمة الصحة العالمية بأن سوء التغذية تمثل أعظم تهديدٍ مفردٍ يواجه الصحة العامة.[3] ومن ثم فيُنظر إلى مسألة تحسين التغذية بصورةٍ عالميةٍ على أنها أعظم نموذجٍ فعالٍ لتقديم المساعدة والمعونة.[3][4] كما اشتملت أهم تدابير الطواريء على توفير العناصر أوالمكونات الغذائية الصغيرة (بالإنجليزية: micronutrient ) عبر استخدام المساحيق المكيسة المحسنة، ومنها على سبيل المثال زبدة الفول السوداني (بالإنجليزية: peanut butter) أو مباشرةً من خلال المكملات الغذائية (بالإنجليزية: Dietarysupplements).[5][6] هذا ويُستخدم نموذج إغاثة المجاعة (بالإنجليزية: famine relief) بصورةٍ متزايدةٍ من قِبَلْ مجموعات المعونة والمساعدات الإنسانية بهدف توفير السيولة المالية اللازمة للدفع للمزارعين المحليين بدلاً من شراء الطعام من الدول المتبرعة، والتي كثيراً ما تُطلب من قِبَلْ القانون، بسبب أنها تُنْفِق الأموال على تكلفة النقل والمواصلات.[7][8]
في حين تتضمن التدابير طويلة المدى عمليات الاستثمار في مجال سبل الزراعة المتطورة في تلك الأماكن التي تفتقر إلى مثل تلك السبل، ومنها الأسمدة والمخصبات الزراعية وكذلك هندسة الري (بالإنجليزية: irrigation)، وهي تلك السبل التي ساعدت في القضاء على المجاعة في مجموعة دول العالم المتقدمة (بالإنجليزية: developed world).[9] على الرغم من ذلك، تُعيق قيود البنك الدولي تقديم الإعانات الحكومية للمزارعين، كما أن الجماعات النشطة والمدافعة عن البيئة أعاقت منانتشار استخدام المخصبات والأسمدة الزراعية.[10][11]
وشاح برتقالي يشير إلى وشاح الوعي بسوء التغذية.
معدل الوفيات
بناءً على ما أورده جين زيغلر (مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الطعام في الفترة من 2000 وحتى مارس 2008)، فقد قدر معدل الوفيات الناجمة عن سوء التغذية بنحو 58% من إجمالي معدل الوفيات في عام 2006 م: "يموت نحو 62 مليون فرداً سنوياً في العالم أجمع جراء جميع أسباب الوفة مجمعةٍ معاً. ويموت واحد من كل إثني عشر فرداً عبر أرجاء العالم بسبب سوء التغذية.[12] أما في عام 2006 وحده، فقد لقي نحو 36 مليون فرداً مصرعهم بسبب المجاعات أو الأمراض الناجمة عن نقص التغذية."[13]
في حين أقرت منظمة الصحة العالمية أن سوء التغذية تمثل المساهم الأكبر ضمن الأسباب المؤدية إلى وفاة الأطفال، ممثلةً نحو نصف الحالات جميعها.[3] كما تمثل كلٌ من نسبة المواليد ناقصة الوزن وقيود تحجيم النمو داخل الرحم السبب الكامن وراء وفاة نحو 2.2 مليون طفلاً سنوياً. في حين تمثل الرضاعة الطبيعية الناقصة أو غير الموجودة أصلاً في وفاة نحو 1.4 مليون طفلاً آخرين. كما تمثل صور النقص الأخرى، ومنها مثلاً نقص فيتامين (ألف) أو الزنك السبب الكامن وراء وفاة نحو مليون طفلاً آخرين. وبناءً على ما جاء بجريدة لانست (بالإنجليزية: The Lancet) العلمية، فإن سوء التغذية في العامين الأولين للولادة تمثل سبباً لا يُقهر من أسباب الوفاة بين الأطفال. مع ملاحظة أن الأطفال الذين يُعانون من سوء التغذية، يتعرضون لمشاكلٍ صحيةٍ أسوء أثناء النمو وفرصٍ أقلٍ من القدرة على التحصيل الدراسي. كما أن أطفالهم فيما بعد يكونون أصغر في الحجم. وكان يُنظر لسوء التغذية فيما سبق على أنها تمثل شيئاً يتفاقم في آثاره عن آثار الأمراض كالحصبة، والالتهاب الرئوي الحاد والإسهال. إلا أن سوء التغذية يسفر عن التعرض لبعض الأمراض كذلك، والتي قد تكون بدورها فتاكة للفرد الذي يعاني من سوء التغذية.[3]
[عدل] الآثار المرضية
يزيد سوء التغذية من مخاطر التعرض للعدوى والإصابة بالأمراض المعدية؛ وعلى سبيل المثال، يمثل سوء التغذية مصدر خطورةٍ رئيسياً في الإصابة بمرض السل (بالإنجليزية: tuberculosis).[14] كما تمثل تلك المخاطر الصحية مشكلةً حرجةً في تلك المجتمعات والمناطق التي تفتقر إلى سبل الوصول إلى المياه الصالحة للشرب. هذا وتمثل نقص الطاقة الحيوية أو ضعفوظيفة وكفاءة المخ ملمحاً آخر من ملامح دوامة سوء التغذية، حيث يعاني ضحايا سوء التغذية من نقص القدرة على أداء المهام التي يحتاجونها للحصول على الطعام أو كسب الدخل اللازم للمعيشة وحتى الحصول على التعليم الكافي.