AFP
لقد دخل كأس العالم 2010 التاريخ كأول نهائيات تقام على أرض أفريقية وأصبحت خلالها أسبانيا ثامن منتخب يفوز باللقب المونديالي. وقد انفتح العالم على جنوب أفريقيا أكثر من أي وقت مضى وعاش لحظات ممتعة في نسخة كأس العالم الأكثر توازناً في تاريخ هذه المنافسات.
فخلال هذا المحفل الكبير، عجز المنتخبان الإيطالي والفرنسي اللذان لعبا نهائي النسخة الماضية عن تجاوز الدور الأول وخرجا من المنافسات خروجا مذلاً في سابقة تاريخية حقيقية. كما تعرض المرشحان الكبيران، البرازيل والأرجنتين، للإقصاء في وقت مبكر من البطولة، وهو أمر لم يكن متوقعاً، في حين استطاعت كتيبة السيليستي وثلاثة منتخبات أوروبية الوصول إلى المربع الذهبي.
البطل
أسبانيا
استحق أبطال أوروبا فوزهم بأول لقب عالمي في تاريخهم، رغم خسارتهم خلال أول مباراة لهم أمام المنتخب السويسري بهدف دون مقابل. والغريب في الأمر أن الكتيبة الحمراء فازت بجميع مبارياتها في مراحل خروج المغلوب بنفس الحصة. وقد أضحت بذلك أول فائز جديد بكأس العالم دون امتياز الاستضافة واللعب على الأرض، منذ أن حملت البرازيل أول كأس لها سنة 1958.
وصيف البطل
هولندا
فاز المنتخب البرتقالي بجميع مبارياته المؤدية إلى موقعة الحسم، إلا أنه لم يستطع تفادي خسارة نهائي كأس العالم FIFA للمرة الثالثة في تاريخه. وقد شكلت عودته في النتيجة خلال مباراته أمام السيليساو في دور الثمانية اللحظة الأبرز في مساره ضمن المونديال الأفريقي.
صاحب المركز الثالث
ألمانيا
ألهب المنتخب الألماني الفتي حماس الجماهير في مراحل خروج المغلوب، بعد فوزه برباعية على كل من إنجلترا والأرجنتين، إلا أنه لم يستطع تجاوز العقبة الأسبانية الكأداء في نصف النهائي. وقد سجل الألمان أكبر عدد من الأهداف في العرس المونديالي للمرة الثانية على التوالي. ومما لا شك فيه أن هذا المنتخب ينتظره مستقبل مشرق في المنافسات القادمة.
صاحب المركز الرابع
أوروجواي
شكل منتخب السيليستي مفاجأة كأس العالم بوصوله لأول مرة إلى المربع الذهبي منذ سنة 1970. وقد كان المستوى الرائع الذي قدمه دييجو فورلان ولويس سواريز كفيلاً بإبعاد أي منتخب آخر عن المنافسات.
منتخبات ربع النهائي
الأرجنتينبعد تمكنهم من تحقيق الفوز خلال مبارياتهم الأربع الأولى، اصطدم دييجو مارادونا وليونيل ميسي وباقي أعضاء كتيبة الألبيسيليستي بالحائط الألماني الصلب في مباراة ضمن دور الثمانية، كشفت للعيان كل مكامن ضعف منتخب التانجو الذي اندحر برباعية نظيفة.
البرازيل
كل شيء كان يسير وفق ما خطط له بالنسبة لأبطال العالم في خمس مناسبات. غير أن منتخب السيليساو تداعى أمام نظيره البرتقالي في الشوط الثاني من المباراة التي جمعت بينهما، ما أفقد المدرب دونجا منصبه وجعل مستضيفي نهائيات 2014 يغوصون في التساؤلات بعد مغادرتهم المنافسات من دور الثمانية للمرة الثانية على التوالي.
غانا
رغم تضييع أساموا أسامواه جيان لضربة جزاء في الأنفاس الأخيرة كان من شأنها أن تجعل من النسور السمراء أول منتخب أفريقي يبلغ مرحلة نصف النهائي، إلا أن المستقبل المشرق يفتح ذراعيه بدون أدنى شك لأصغر منتخب في البطولة.
باراجواي
أثبت هذا المنتخب أنه عصي على الهزيمة، بعد أن تصدر مجموعته ولم يتلق سوى هدفين خلال أطوار البطولة، أمام إيطاليا وأسبانيا. وقد تمكن الماتادور الأسباني من إلحاق الهزيمة بأبناء خيرارد مارتينو، بعد أن تقدم لأبعد مرحلة في المنافسات في تاريخه.
دور الستة عشر
تشيلي
كان منتخب تشيلي أحد المنتخبات الأكثر انفتاحاً واعتماداً على الهجوم خلال البطولة. فقد وضع أبناء مارسيلو بييلسا حداً لانتظار دام 48 سنة بتحقيق فوز خلال منافسات كأس العالم. غير أن مباراتهم أمام منتخب السامبا كانت جد مضنية، حيث هزموا خلالها بثلاثية نظيفة ضمن الدور الثاني.
إنجلترا
لقد أعطى أول هدف يسجله المنتخب الإنجليزي في مباراته المثيرة أمام نظيره الأمريكي انطباعاً جيداً حول ما ستكون عليه مسيرة رفاق لامبارد في المونديال الأفريقي. إلا أن الأسود الثلاثة لم يتمكنوا من استغلال ذلك التقدم لتحقيق إنجاز أكبر، بل تعرضوا لأثقل هزيمة في تاريخهم في النهائيات، وكانت على يد الغريم التقليدي ألمانيا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
اليابان
لقد كانت هزيمة محاربي الساموراي على يد باراجواي بضربات الترجيح نهاية مؤلمة بالنسبة لمنتخب سبق له أن حقق أول انتصارين ضمن نهائيات كأس العالم خارج أرضه، لينهي المشوار في المرتبة الثانية ضمن مجموعته خلف المنتخب البرتقالي.
كوريا الجنوبية
بعد أن تخطى خسارته الثقيلة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد أمام المنتخب الأرجنتيني، تمكن ممثل القارة الصفراء من التأهل للدور الثاني لأول مرة خارج قواعده، لكنه لم يتمكن بعد ذلك من أن يتغلب على أوروجواي ولويس سواريز الماكر.
المكسيك
تمتع منتخب التريكولور بروح هجومية مثيرة للاهتمام، وتمكن من التقدم للدور الثاني للمرة الخامسة على التوالي، رغم أنه انهزم على يد المنتخب الأرجنتيني، كما حدث في نهائيات 2006.
البرتغال
تمكن البرتغاليون من تسجيل سبعة أهداف، كانت كلها في شباك منتخب كوريا الشمالية. غير أن هدفاً وحيداً من غريمهم الإيبيري كان كافياً ليضع حداً للسجل المثالي الذي حققه زملاء كريستيانو رونالدو بعدما كان رصيدهم خالٍ من الهزيمة في تسع عشرة مباراة متتالية.
سلوفاكيا
رغم هزيمتها على يد المنتخب الهولندي، ستذكر سلوفاكيا دائماً أول مشاركة لها في نهائيات كأس العالم بعد أن تمكنت من إلحاق الهزيمة بالمنتخب الإيطالي، حامل اللقب، بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لتحجز مكاناً لها ضمن دور الستة عشر.
الولايات المتحدة الأمريكية
لقد صارع المنتخب الأمريكي من أجل العودة في المباراة وتحقيق التعادل أمام المنتخب الإنجليزي والسلوفيني، قبل أن يتصدر ترتيب مجموعته الثالثة في الأنفاس الأخيرة من مباراته أمام الجزائر. لكن المنتخب الغاني كان الأقوى في دور الستة عشر عندما هزم أبناء العم سام بهدف في الوقت الإضافي.
مرحلة المجموعات
الجزائر
هُزم ثعالب الصحراء على يد المنتخبين السلوفيني والأمريكي في الرمق الأخير من كل مباراة، وتعادلوا أمام المنتخب الإنجليزي؛ غير أن فشلهم في خلق فرصة لتحقيق أي هدف كان مخيباً للآمال.
أستراليا
لقد وضع التعادل أمام المنتخب الغاني والفوز على صربيا منتخبَ الكنغر على مقربة من التأهل عن المجموعة الرابعة، لكنه عانى من إيقاف تيم كاهيل وهاري كيول ومن هزيمة ثقيلة برباعية نظيفة على يد الماكينة الألمانية في المباراة الأولى عن المجموعة.
الكاميرون
فشلت الأسود غير المروضة في إسماع زئيرها في نهائيات كأس العالم FIFA مرة أخرى وأصبحت الكاميرون أول منتخب يغادر مونديال القارة السمراء ومن دون أن يحصل على أية نقطة تذكر.
كوت ديفوار
رغم أنه يعد من بين أكثر المنتخبات الأفريقية موهبة، إلا أن منتخب الأفيال لم يتمكن من التأهل عن مجموعة صعبة، ليقصى بعد الاحتكام لفارق الأهداف مقارنة مع المنتخب البرتغالي، رغم الحضور الملهم لديدييه دروجبا، الذي لعب بذراع مضمضة.
الدنمارك
لقد عانى الدانماركيون الأمرين بعد أن سجلوا هدفاً في مرماهم أمام المنتخب الهولندي، ما حتم عليهم إنجاز مهمة عصيبة كان هدفها الفوز أمام المنتخب الياباني. لكنهم على العكس من ذلك تلقوا رصاصة الرحمة بنتيجة 1-3 لمصلحة اليابانيين.
فرنسا
بعد أن تمكن من خوض النهائي قبل أربع سنوات، كان سقوط منتخب الديوك مدوياً عندما لم يتمكن من تسجيل أكثر من هدف واحد، وحصد نقطة يتيمة، في ظل احتجاجات لاعبي المنتخب، ما يطرح أكثر من علامة استفهام على مستقبل المنتخب المظلم.
اليونان
سجل اليونانيون هدفاً وفازوا بمباراة خلال النهائيات لأول مرة؛ غير أن هزيمتهم بهدفين مقابل هدف واحد أمام نظرائهم النيجيريين كانت كافية لوضع حد لحقبة الداهية أوتو ريهاجل. ومع ذلك فقد غادروا المنافسات برؤوس مرفوعة رغم خروجهم من مرحلة المجموعات.
هندوراس
لقد كان لتعادل كتيبة كاتراتشوس سلباً أمام المنتخب السويسري في المباراة الأخيرة عن المجموعة الفضل في عدم خروجها خالية الوفاض من حيث عدد النقاط، رغم أن ذلك لم يُخفِ ضعف الفريق الهجومي بعدما ودع البطولة دون هز الشباك.
إيطاليا
لم يستطع حامل اللقب تجاوز أول عائق أمامه لأول مرة منذ 1974 عندما فشل نجوم الأزوري في الفوز ولو بمباراة واحدة في المونديال الأفريقي. فقد قدم أبناء مارتشيلو ليبي أداءً باهتاً، حيث انهزموا أمام المنتخب السلوفاكي 2-3 في مباراتهم الحاسمة ضمن المجموعة السادسة.
كوريا الشمالية
أحاط بهذا المنتخب نوع من الغموض، إلا أنه أبان عن قوة في مباراته أمام البرازيل والتي انهزم فيها بفارق ضئيل. غير أنه انهار أمام البرتغال، إذ تلقى ستة أهداف في الشوط الثاني من تلك المباراة التي انتهت بأكبر نتيجة في البطولة (7-0)
نيوزيلندا
بدأ النيوزيلنديون البطولة كفريق غير مرشح لتحقيق الفوز، وأنهوا مغامرتهم الأفريقية دون هزيمة منذ مشاركتهم الأولى في النهائيات العالمية سنة 1982. وهم فخورون الآن لأنهم حققوا ثلاثة تعادلات وأنهوا المجموعة السادسة في المركز الثالث متقدمين على حامل اللقب إيطاليا.
نيجيريا
كان حصول الخضر على نقطة وحيدة ضمن فعاليات المجموعة الثانية قدراً قاسياً. فقد أضاع هذا المنتخب الفوز أمام نظيره اليوناني بعد تلقي أحد لاعبيه الورقة الحمراء ولم يحالفه الحظ عندما تعادل أمام المنتخب الكوري الجنوبي في آخر مباراة عن المجموعة بينما كان الفوز سيمنحه التأهل إلى الدور التالي.
صربيا
قام المنتخب الصربي بالمهمة الأصعب بفوزه على الماكينة الألمانية، وهو الذي كان أحد الأحصنة السوداء المشاركة في الحدث العالمي. إلا أن هزيمته أمام المنتخبين الغاني والأسترالي كلفت أبناء رادومير أنتيتش العودة إلى الديار وسط حسرة وأسى كبيرين.
سلوفينيا
لقد كانت الحسرة الكبرى التي ألمت بهذا المنتخب هي عندما ضيع تقدمه بهدفين على المنتخب الأمريكي. وقد كان الانتصار كفيلا بحسم أمر تأهله إلى دور الستة عشر قبل مباراته الثالثة – إلا أن الهدف الذي سجله أبناء العم سام في الأنفاس الأخيرة في مرمى المنتخب الجزائري عجل بخروج كتيبة البلقان من الدور الأول.
جنوب أفريقيا
رغم أنها أصبحت أول بلد مستضيف لكأس العالم يخرج من دور المجموعات، إلا أن جنوب أفريقيا ستفتخر بهدفها الرائع الذي افتتح البطولة وبفوزها على بطل العالم سابقاً المنتخب الفرنسي.
سويسرا
جعل أوتمار هيتسفيلد سويسرا مستعدة لخوض غمار المونديال الأفريقي، إلا أن الفوز الشهير الذي حققته أمام أسبانيا بهدف دون رد في المباراة الأولى ضمن المجموعة الثامنة لم ينفع أبناء جبال الألب في شيء بعد فشلهم في التسجيل مرة أخرى.